للنشر
بالرغم من مرور خمسة شهور على التهدئة التي أبرمت بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية إلى أن العدو الصهيوني ما زال يمعن ويواصل خروقاته لها وعدوانه بحق الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أم الضفة المحتلة أم أراضينا المحتلة عام 48، الأمر الذي خلق تساؤلا لدى الشارع الفلسطيني عن سبب تحفظ فصائل المقاومة في الرد على خروقات العدو الصهيوني.
"أبو أحمد" الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أوضح أن سبب تحفظ المقاومة على الرد على الخروقات الصهيونية يرجع للتوافق الداخلي الفلسطيني، فأي رد يحتاج لتوافق جميع فصائل المقاومة عليه حتى لا ندخل في صراعات داخلية . وتابع:"إن خروقات كثيرة ونحن في سرايا القدس نحصيها أولا بأول ونطلع جماهير شعبنا عليها ليعلموا أن هذا العدو لا يحترم أي عهود أو اتفاقات".
وقال أبو أحمد أن سرايا القدس حاولت من خلال موافقتها على اتفاق التهدئة أن توفر لشعبنا المحاصر في قطاع غزة أدنى متطلبات الحياة التي كادت أن تتوقف جراء الحصار الخانق والظالم المفروض عليه من قبل الاحتلال ولا سيما فتح المعابر التجارية ومعبر رفح المتنفس الوحيد لشعبنا مع العالم الخارجي.
وأضاف:" إلا أن النتائج التي تحققت حتى الآن ليس كما يتمنى الجميع فالمعابر تفتح يوم وتغلق عشرة ومعبر رفح معظم الأيام مغلق والمرضي وذوي الاحتياجات بأمس الحاجة لهذا المعبر وهذا مناقض تماما لما تم الاتفاق عليه في القاهرة".
واستطرد قائلا:"لا يمكن الحديث عن ثمار كثيرة جناها الشعب الفلسطيني من وراء اتفاق التهدئة باستثناء بعض البضائع التجارية التي تدخل قطاع غزة بشكل متقطع وبكميات غير كافية على الإطلاق".
وحول كيفية استثمار السرايا لفترة التهدئة قال الناطق باسم السرايا:"نحن كباقي فصائل المقاومة حاولنا استغلال التهدئة لتحقيق اكبر قدر من الفوائد وذلك من خلال الدورات التدريبية المكثفة التي خضع لها عناصرنا ومجاهدينا لتعزيز قدراتهم القتالية وجعلها اقدر علي مواجهة الأيام أو الشهور القادمة التي يمكن أن تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً من قبل الاحتلال الصهيوني، إضافة إلي محاولة وضع الخطط المناسبة لأي مواجهة قادمة حيث تكون قادرة علي مواكبة القدرات العسكرية الصهيونية التي تتفوق بشكل واضح على قدرات المقاومة".
وأوضح "أبو أحمد" في لقاء صحفي أجراه مراسل "نداء القدس" أن وضع الخطط المناسبة لمواجهة الآلة العسكرية الصهيونية قد يغير كثيرا في معادلة الصراع.
وفيما يتعلق بما يحدث من اعتداءات صهيونية بحق القدس والمسجد الأقصى وأهالي مدينة عكا وباقي مدن 48 قال أبو أحمد:" إن إخواننا في القدس وفي الأراضي المحتلة عام 48 وعكا ويافا وحيفا كما أهلنا في غزة والضفة، ونعتبر الجميع في مكانة واحدة وما هذا العدوان المتواصل على أهل عكا وأهلنا في القدس إلا استكمالا للمخطط الصهيوني الذي يستهدف المقاومة في الضفة وغزة ويفرض حصارا ظالما على قطاع غزة".
وأكد أبو أحمد على ضرورة أن يتكاتف الجميع ويقفوا صفا واحدا أمام هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف جميع أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده.
وعن الاعتداءات التي ينفذه بعض من عناصر حماس وشرطة حكومة هنية قال أبو أحمد:"نحن لا نتحدث كثيرا في هذه الأمور التي نعتبرها استثنائية وليست ثابتة ويتم معالجتها أولا بأول وهي تعتبر في اغلبها حالات فردية وليست نابعة من خلال توجيه مباشر من القيادات العليا لحكومة غزة".